ازدواجية الذّوق العام!
أؤمن بأننا نستطيع تمييز مدى وعي المجتمعات من خلال أشياء بسيطة، مثل السلوك المروري، واحترام «المصعد» في الأماكن العامة من خلال عدم الوقوف في وجه الباب، وترك مساحة لمن بداخله للمرور إلى الخارج، وكذلك احترام أولوية ركوب المصعد لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة أو من برفقتهم أطفال داخل عربات، أضف إلى ذلك، أنّ أغلب ما أراه عند المصاعد أنّ الشخص الذي يرغب بالصعود إلى الطابق الأعلى يضغط كل الأزارير للصاعد والنازل، وهو بذلك يتورط، كما أنه يعطل الوقت.
هذه السلوكيات التي قد يراها - بعضهم - بسيطة، لكنها قادرة على تحديد وعي الأشخاص ممن تصادفهم في الأماكن العامة، المشكلة أنّ مثل هذه السلوكيات لا تعتبر محدودة بل هي منتشرة بكثرة في دولنا العربية، وهي ظواهر سلوكية تحمل في طياتها كثيراً من المعاني والدلالات التي تحتاج إلى التأمل، والبحث في تعديل مثل هذه السلوكيات التي لا يُمكن أن تصدر بلا معنى، بل إنها صارت عامة ومكررة مما ينبئ بوجود إطار عام شامل يشيع هذه السلوكيات السلبية!
كلّما نظرت إلى هذه السلوكيات السلبية، لا أتوقع أنني أطلب الكمال، لكنها بحق تحتاج إلى تمعُّن وتحليل وبحث في هذه النقائص الفكرية التي نتج عنها مثل هذه الأفعال، إضافة إلى ضرورة إشاعة الذّوق العام وفرضه، ليسلك الأشخاص سلوكيات إيجابية وإن غاب الضمير وصارت شكلاً فقط!.
نقلا عن "الجزيرة"